من أين أبدأ وكيف أقدم؟ وماذا أقول وقد عقدت مشاهد القتل والجريمة ألستنا، وأطارت أشلاء الأبرياء صوابنا، لو كان للإنسانية لسان أو للآدمية كلام لما انتظرت صمت البشر وخنوع وجبن الرؤساء العرب وصمتهم على مجازر ومذابح فرعون ليبيا:
ولأعلنت باسم الشريعة كفرها
بشرائع الأمراء والرؤساء
ولساءلتهم : أيهم قد جاء
منتخباً لنا بإرادة البسطاء؟
ولسائلتهم: كيف قد بلغوا الغنى
وبلادنا تكتظ بالفقراء؟
ولمن يرصون السلاح؛ وحربهم
حب؛ وهم في خدمة الأعداء؟
وبأي أرض يحكمون وأرضنا
لم يتركوا منها سوى الأسماء؟
وبأي شعب يحكمون، وشعبنا
متشعب بالقتل والإقصاء؟
يريدون منا أن نسكت وندعو للعقل والحوار، وهل بعد ماتعيشه الأمة من ظلم واستبداد دام عشرات السنين ثم يتحول اليوم إلى جرائم بحق الإنسانية وحق الشعوب على أيدي تلك الأنظمة الطاغية الفاسدة، هل بعد هذا كله يجوز أن تمتد يد لهذه الأنظمة.
أمن التأدب أن أقول لقاتلي
عذراً إذا جرحت يديك دمائي؟
إن لم يكونوا ظالمين فمن ترى
ملأ البلاد برهبة وشقاء
إن لم يكونوا خائنين فكيف
مازالت فلسطين لدى الأعداء
خمسون عاماً والبلاد رهينة
للمخبرين وحضرة الخبراء
خمسون عاماً والشعوب تفيق من
غفواتها لتصاب بالإغماء
خمسون عاماً والمواطن ماله
شغل سوى التصفيق للزعماء
خمسون عاماً والمفكر إن حكى
وهبت له طاقية الإخفاء
خمسون عاماً والسجون مدارس
منهاجها التنكيل بالسجناء
خمسون عاماً والقضاء منزه
إلا من الأغراض والأهواء
فالدين معتقل بتهمة كونه
متطرفاً يدعوا إلى الضراء
لم يتلوث لساني بمدح حاكم عربي من هؤلاء الظلمة ولن يتلوث بإذن الله ومازال رأيي فيهم هوهو،، والأيام تثبت فسادهم وطغيانهم وإجرامهم بحق أمتنا، وسأظل أرفض فسادهم وأحذر الناس من أن يكونوا عبيدا لهم أو أن يخافوا بطشهم:
وألقن الأطفال أن عروشهم
زبد أقيم على أساس الماء
وألقن الأطفال أن جيوشهم
قطع من الديكور والأضواء
وألقن الأطفال أن قصورهم
مبنية بجماجم الضعفاء
جنون النظام الليبي
مع القذافي يوقن المرء أن الظالمين دركات كما أن الصالحين درجات، رأينا أنظمة فاسدة وطاغية، وسمعنا بحكومات وزعماء مجرمين، وشاهدنا كيف قتل بن علي ومبارك عشرات الأشخاص فلما يئسوا من استمرار حكمهم غادروا البلاد، لكن هذا الطاغية ضاعت إنسانيته كما ضاع منه الرشد والعقل من زمن قديم، زاد على كونه نظاما مخبولا بالإجرام العلني، وأنا على قراءتي للتاريخ لم أجد حاكما بغبائه وجنونه وبطشه إلا الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي أمر الناس بالعمل ليلا والنوم نهارا وحرم عليهم أكل الملوخية وابتدع غباء لم نجده إلا عند القذافي!!
لن أسرد قمعه لشعبه وكيف كان أصدقائي ونحن في أميركا يعانون ويحدثونني عن إجرام هذا النظام وكيف أن أحد أصدقائي الليبيين الذي كان معي في أميركا اعتقل 17 عاما حين عودته ثم خلوا سبيله لأنهم لم يجدوا له تهمة،، لن أذكر أو أتذكر كل هذا لأن هذا كله صغر بجانب المجازر التي يرتكبها هذا الطاغية واستخدامه للمرتزقة الذين أباد بهم العباد والبلاد وكيف يقتل شعبه بدم بارد وعقل مجنون، لكنه لن يثني المجاهدين والثوار عن عزيمتهم، فقبله قتل شاه إيران 17 ألفا في يوم واحد لكن ثورة الشعب انتصرت في النهاية.
إلى شعبنا الليبي
اصمدوا وتوكلوا على ربكم وتعاونوا وتوحدوا ولا يحزنكم مايجلبه هذا الظالم من مرتزقة وأعوان فإنني على يقين أن ثورتكم هذه ستنتج نصرا بإذن الله يعوضكم عن سنوات الهوان والقهر والظلم .. وأنا لا أوجه نداء إلى هذا النظام لأنه غبي لا يعي، متكبر لايبصر، مجرم لايشعر، لكن أقول لشعبنا إن قلوبنا وألستنا وأوقاتنا معكم ولكم حتى تتحرروا من جبروت هذا النظام.
وللحديث بقية وللثورات بلدان أخرى لم تصلها بعد.
اللهم ثبتهم وانصرهم وأرنا في الظالمين خزي الدنيا قبل عذاب الآخرة.
طارق السويدان